أحمد سليمان يكتب: احذروا الناس اللئام
يقول الحكماء أن الحياة مدرسة للجميع، والأيام مقياس للناس والمواقف وحدها هي ماتبين لك الأصيل والمُخلص والكاذب وتكشف لك ياصديقي الناس اللئام فالأيام كفيلة بأن تفضح اللئيم وتعزز الكريم.
فقد نخرج جميعا من بيوتنا كل يوم لنجد في طريقنا أصناف كثيرة من البشر منهم صنفان أساس التعامل في هذه الحياة فقد نجد أناسا كراما وآخرين لئاما نتعامل كل يوم مع أناس فيهم العادلون وفيهم القاسطون وهذه سنة الله في خلقه فسبحان الذي خلق فسوي وقدر فهدى.
أما الكرام فتجدهم يحرصون في معاملاتهم على الصدق والوفاء والمودة والرحمة والإحترام حتي أنهم لا يلتفتون إلي ثيابك الذي ترتديها ولو كنت أشعت أغبر يجتهدون في بث روح الطمئنينة بين الرفقاء وينشرون روح التفاؤل بين من يتعاملون معهم ولا يعرفون للكراهية والحقد او للجحود طريق، تجدهم يحرصون كل الحرص علي القيم والمبادئ ولا ينجرفون خلف أهوائهم ومصالحهم الشخصية بل يقدمون ما بوسعهم لخدمة الناس ومن حولهم دون مقابل ومرضاة لله تعالي.
أما الصنف الثاني من البشر وندعوا الله تعالي ان يجنبنا إياهم، فهم من تجدهم يستنكرون عليك الخير وهذا الصنف من البشر غالبا ما يصفه الناس بسفراء القسوة والجحود عافانا الله وإياكم أحبتي من هذه النفوس الخبيثة.
فقد تجد منهم إن شاهدوك في خيرا استوحشوه وكرهوا لك هذا الخير، تجد منهم من يتفنن في إحراجك دون مبرر بل وقد تبدو لبعضهم كأنك الأحمق الذي لا عقل له ويحاول بعضهم أن يصيبك بعصاه الشريرة ليجعلك تشعر بأنك أبخس الناس وأشرهم علي الإطلاق، فهذان الصنفان من البشر متباعدان بُعد المشرق والمغرب.
فالكرام من تجد فيهم صفات الصدق والوفاء والأمانة من يضيئون يومك ويبعثون فيك الأمل والحياة، واما اللئام فيجعلونك تشعر بشقاء الحياة وتعاستها ومن الخطأ الكبير أن تعامل هذين الصنفين نفس المعاملة ” فالتاج والحذاء كلاهما نستخدمه لكن التاج يرفع فوق الرؤوس أما الحذاء تدوسه الأقدام.
وصدق الشاعر حين قال إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا، فأحذروا أصدقائي وأحبتي مكر اللئام وتجنبوهم وأحتضنوا وتقربوا من الكرماء تستبشروا وتضحك لكم الأيام.
وهذه كانت رسالتي في كلمتي البسيطة التي كان عنوانها إحذرو الناس اللئام.
إرسال التعليق