16
أقلام حرة

مجرد رأى.. الإسلام هو الحل تصحيح شعار أم تصحيح الفكرة

17

لا يخفى على كثير أن شعار الإسلام هو الحل ظل مرتبطا بفكر جماعة وانجذب كثير إلى العنوان الذى ظل يمثل خيطا يشد ويقرب لأن كل ماهو متصل بيالدين وثيق الصلة به يجد قبولا ورواجا فى مخيلة الناس وعقولهم ولا ينكر أحد أن الدين بتعاليمه وشرائعه ومرجعيته الإلهية يمثل صمام الأمان للمجتمع يأخذ بيده نحو الانضباط والاستقرار والثبات فى كل المناحى فهو وحده القادر على تنظيم مسيرة الحياة بالشكل الذى أراده خالق الكون سبحانه وتعالى ومن هذا المنطلق فإن الدين ليس حكرا على أحد ولا يمكن لإنسان أيا من كان أن يدعى الوصاية على شعور الناس واتجاهاتهم الدينية ولا أن يفرض عليهم نظاما بعينه ولكن الإنسان مخير وحر فى اختياراته التى ارادها واختارها فالله سبحانه وتعالى وهو رب العزة لم يفعل ذلك إذ ترك حرية الإيمان بأيدى البشر وطبقا لقناعتهم وبذلك يكون التدين عن اقتناع وعقيدة صادقة لا تحت ضغط من أى نوع كان
** الإسلام منهج ونظام متكامل :
عندما ننظر إلى الإسلام بكل ماأتى به وبكل تفصيلاته وأوامره ونواهيه نعلم لماذا اختاره الله عز وجل ليكون الدين الخاتم فهو دين قد تعرض لكل النظم الحياتية شارحا لها واصفا إياها فاتحا باب الاجتهاد الملتزم المنضبط الذى يراعى الزمان والمكان ولا يضيق على الناس حياتهم ويحصرهم فى قالب واحد ثابت لا يتغير ولا يتبدل
_ وبالنظر إلى المنهج الإسلامى فى تكيفه وتعايشه مع واقع الحياة يجد أنه دين لا يتقوقع داخل إطار الفكر الكهنوتى ولكنه دين حياة يراعى مصالح الناس وسعادتهم الدنيوية والأخروية يتعرض تعرضًا مباشًرا لفكرة تقدم الأمة ونهوضها والسبق لها إلى آفاق رحبة فنجد أن الإسلام قد اهتم بعوامل التقدم المباشرة وغير المباشرة اهتمامًا كبيرا فدعا إلى العلم وجعله فريضة على المرأه والرجل على حد سواء ، نظم أمور الاقتصاد تنظيمًا دقيقًا ومبدعًا وفتح الباب لتنمية مصادر الدخل القومى بطرق مرنة تراعى المصلحة والمنفعة العامة وكان سباقًا إلى الدعوة إلى الابتكار والاختراع والبحث العلمى بدليل كل الآيات التى دعت إلى التأمل والنظر والتفكر والتدبر ويحسب للإسلام أنه وضع نظامًا فعالاً يكفل حقوق الإنسان ويرتقى به ويعلى من شأنها بشكل كان مدعاة للعجب والاندهاش مما أكسب الإسلام حيوية فى دعوته جعلت الكثيرين من أبناء الأمم المختلفة التى جاورت العرب تقبل على هذا الدين وتتفاعل معه بإعتباره الضامن والحامى والمنظم لحياة الإنسان والحافظ عزته.
– الإسلام عبادات أم معاملات:
من الفكرة السابقة تيقن أن الإسلام منهج مستقر فى بنيته وأركانه لذا فهو قادر على تنظيم شئون الأمة والارتقاء بها عندما يصبح نظامًا معاشًا فعالاً من قبل اتباعه ومن هذا المنظور نجد أن الإسلام ليس مجرد عبادات يقوم بها المسلم منفردًا أو فى داخل جماعة وبالتالى يكون الدين عبادات تغنى عن المعاملات وهذا بالطبع ليس صحيحًا فديننا عبادات تنعكس على المعاملات ومعاملات أساسها عبادات صادقة تورع فيها المسلم واتقى ربه فاكتسب شفافية وصدقًا انعكس على علاقته بالآخرين بمقدار تكيفه معهم .
فكيف برجل يدعى أنه يصلى ويصوم ويعتمر ويحج إلخ…….. ثم يكذب ويغش ويسعى بين الناس بالنميمة
– الدين يقام فى القلب أولاً ثم على الأرض:
المسلم الحقيقى هو الذى يقيم مدينته الفاضلة فى قلبه ثم يجسدها فى الواقع معاملات وتعاملات مع الآخرين ، تراه يقبل الآخر ، يتسامح، تسمو روحه ونفسه فوق كل شىء وتحت كل ضغط .
** وأخيرًا فإن الإسلام يمكن وبالتأكيد أن يكون حلاً لكل ما تعانيه أمتنا من مشكلات وتحديات عندما نلتزم بوصف الله جل شأنه لنا( إنما المؤمنون إخوة)
– عندما نلتزم بالعلم والعمل ومكارم الأخلاق
– عندما يصبح القرآن وتعاليمه والسنة بأنوراها أفعالاً لا أقوالاً بيننا.
– عندما نتعامل بالرحمة ونتكلم بالمحبة ونتحاور بالحكمة
– وبذلك نكون قد طبقنا ديننا وجعلناه شعارًا وفكرة.

بقلم
حاتم عامر

اعلان 1
1234

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

321
زر الذهاب إلى الأعلى