16
أقلام حرة

جنود الله في الأرض بين الغرور والخشوع

17

كتب – مصطفي صابر عيد

 

ونحن علي اعتاب شهر ذي الحجة والعشر الاوائل نقف عاجزين امام قدرة المقتدر التي يعجز الانسان امامها بكل التكنولوجيا والعلم التي وصل اليها العلماء والعديد من رحالات الاستكشافية ورحلات القمر , ولكن وقف الجميع حائر تلك في بضع السنوات الاخيرة امام الامراض التي عجز عن كشف اسبابها وليس اكتشاف علاجه والتي عجزت العلماء والاطباء والجميع امام إنسان يموت ببطء من بين اجهزة التنفس الصناعي واعراض مرضية كثيرة ، و وقفنا حينها منتظرين حل رب السموات لرفع البلاء والوباء عن البشرية او يمد العون والمساندة للعلماء لايجاد لقاح علاجي ووقائي , وانقاذ البشرية ، وكان الله لطيف بعباده ليرفع عنا البلاء وليعرف كل إنسان حجمه امام قدرت الله .

” ان في ذالك لعبرة لمن يخشي انتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها ” صدق الله العظيم ، تلك الائية بسورة النازعات التي ذكرها بموعظة لنا من فرعون ثم يبين قدرتها التي لا يقدر عليه احد والتي وضع الانسان في اختبار بينه وبين السماء التي بناها فمن قادر علي ان يفعل مثلا فعل الاله الواحد .

” فاستفتهم اهم اشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب ” صدق الله العظيم
ليكرر الله المقارنه في سورة الصافات ويسئل النبي محمداً احد من الكفار: اهم اشد خلقا و اقوي اجساما واعظم اعضاء ممن خلقنا من السماوات والارض والملائكة ؟ انا خلقناهم من طين لزج فكيف ينكرون البعث وهم مخلوقين من خلق ضعيف وهو الطين اللزج ؟

عن علي بن ابي طالب وهو يرد علي سال : ما هي اشد جنود الله ؟ قال “علي” اشد جنود الله عشرة وهم : ” الجبال رواسي , والحديد اشد فيقطع الجبال , والنار اشد فتذيب الحديد , والماء اشد فتطفيء النار, والسحاب اشد مسخرا بين السموات والارض لتحمل الماء , والريح اشد فتقطع السحاب , وبني ادم اشد فيغلب الريح فيستطيع ان يقضي حاجته ويتمشي وسط الريح , والسكري اشد فيغلب بن ادم يترنح ويجعله غير منتظم في الحركة , والنوم اشد يغلب السكري , والهم اشد فيغلب النوم , فاشد جنود الله الهم ”
ويصبح الانسان ضعيف امام جنود الله ومع ذالك هو الوحيد التي قبل ان يتحمل التكاليف الشرعية ما يحفظ من اموال واسرار حيث قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسورة الاحزاب ” انا عرضنا الامانة علي السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ” صدق الله العظيم
امتنع السموات والارض و الجبال ان يحمل تلك الامانة وخفن عاقبته ليحملها الانسان ولكن كان ظلوما لنفسه جهولا بعاقبة حملها , لنقف عند تلك الائية لنتدبر في قوله ” ظلوما جهولا ” لنري اليوم ابواب المحاكم ممتلاء بالبشر لرفع قضايا سرقة واختلاس اموال الشركات , او قضايا الميراث بين الاخوات واتهمهم لبعض بالسرقة , وقضايا اثبات نسب , وقضايا زواج عرفي , هذا هو الظلم لانفسنا و الجهل ايضا بعقاب رب العباد لنا عن خيانة الامانة التي حملها وتكفل الانسان بحميتها , والعجيب في الامر اننا نستمع لقصص الانبياء و العيرة التي نخذها من قصصهم وهالك قومهم بسبب التكبر والغرور وغيرها من اسباب هالكهم ومع كل ذالك نجد من بتجبر ويعصب ويفجر عالني ..

منذ 2019 عندما اصاب البشرية فيروس كورونا و وقف الانسان يخشع صوته وراسه امام الرحمن لنعترف بذنوبنا جميعا ليتقبل توبتنا وان يرفع تلك البلاء والوباء التي اعترف جميع الحكومات ان الحلول الارضية قد عجزت وننتظر الحل من رب السماء , ليقول الرحمن في سورة التوبة ” وءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وءاخر سيئا عسي الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم ” صدق الله العظيم , لياكد الله ان باب التوبه يظل مفتوح للجميع حيث قال ” الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده وياخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم ” صدق الله العظيم , وقال ” الذين خلفوا حتي اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجا من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبو ان الله هو التواب الرحيم ” صدق الله العظيم ..
فاختم بتلك الائية التي يمكن ان تكون رسالة سمائية تعطي الامل ” ولا تحزن انا مجنوك ” صدق الله العظيم

20

اعلان 1
1234

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

321
زر الذهاب إلى الأعلى